ثورة الأمل
( قصة قصيرة )
لماذا يأخذون محصولنا لهذا العام يا جدّي ؟ - الطفل اليتيم
محدثًا جدّه -
والذي يرد عليه بنظرات اليأس التي أعجزت اللسان عن النطق .
والذي يرد عليه بنظرات اليأس التي أعجزت اللسان عن النطق .
هل أظل جالسًا مع جدّي أم أذهب لأستكشف ؟ لا ، سأذهب لأرى .
يجري بتلك البراءة بين المعدات والناقلات التي جهّزت من أجل هذا اليوم من كل سنة .
يجري بتلك البراءة بين المعدات والناقلات التي جهّزت من أجل هذا اليوم من كل سنة .
السنين تمر والطفل يكبر ولا ينسى أولئك الرجال موعدهم في ذلك
اليوم من كل سنة ، لحصاد المحاصيل الزراعية ،
ويتكرر السؤال ، الموجه للجد : لماذا ؟
ويتكرر السؤال ، الموجه للجد : لماذا ؟
أيقن جد الطفل أن الأجل اقترب وأنه وقت الإجابة على السؤال :
- أترى تلك الناقلات يا بني ؟
- نعم يا جدّي .
- أتعلم أنهم سارقون يأتون ليسرقوا آمالنا ؟
- ( وهو ينظر إليهم ) لكنّهم لا يؤذوننا !
- بعض اللصوص يا بني يدّعون الطيبة .
- فلنمنعهم إذًا .
- طول هذه السنين وأنا أحاول منعهم بأساليب وطرق ولكني عجزت ،
وقد حان الوقت لكي تستلم زمام الأمور وتفكر كيف تمنعهم من بعد رحيلي .
وقد حان الوقت لكي تستلم زمام الأمور وتفكر كيف تمنعهم من بعد رحيلي .
المهم أنْ تتمسك بقوة إيمانك وتتمسك بالأمل فإنه لا يموت .
بعد مرور الأيام عَلِمَ الحفيد أن هؤلاء شرذمة تتبع الدولة
التي استعمرت بلادهم ،
وبدأ في حفر أنفاق تحت الأرض لإخفاء المحاصيل فيها ،
بعد أن قام بحصد المحصول قبل اليوم التي يصل فيه عمال الدولة الاستعمارية .
وبدأ في حفر أنفاق تحت الأرض لإخفاء المحاصيل فيها ،
بعد أن قام بحصد المحصول قبل اليوم التي يصل فيه عمال الدولة الاستعمارية .
- أين المحصول لهذه السنة ؟ ( عمّال الدولة ) .
بدأت الفرضيّات تتناقل بين العمال ، وحتى وصلت إلى من عيّنته
الدولة على تلك المستعمرة ،
غَضِب كثيرًا ، وأمر بإحراق تلك البلدة تأديبًا لسكانها المزارعين .
غَضِب كثيرًا ، وأمر بإحراق تلك البلدة تأديبًا لسكانها المزارعين .
وصل الأمر إلى الحفيد - وهو عمدة البلدة بعد وفاة جده - ،
فأيقن أنه لن ينفعهم إلا أن يدافعوا عن أنفسهم بالوسائل الممكنة .
فأيقن أنه لن ينفعهم إلا أن يدافعوا عن أنفسهم بالوسائل الممكنة .
دخل الجنود المأمورين بحرق البلدة إليها ، لكن المفاجئ أنهم
أسروا جميعًا لأن عددهم قليل ،
مما اعتبرته الدولة ثورة وخروج على حكمها .
مما اعتبرته الدولة ثورة وخروج على حكمها .
أرسل عمدة البلدة رجلين من رجاله - بعد أن ارتدوا الزي العسكري
للأسرى - إلى الثكنات العسكرية في المنطقة ،
خدع رجال العمدة من في الثكنات بارتدائهم الزي العسكري
وبدؤوا في سكب الزيت على المعدات العسكريه حتى أحرقوها ثم هربوا .
خدع رجال العمدة من في الثكنات بارتدائهم الزي العسكري
وبدؤوا في سكب الزيت على المعدات العسكريه حتى أحرقوها ثم هربوا .
ما حصل من خسائر للدولة الاستعمارية ، ونجاح لأهل البلدة وتلك
المنطقة ،
أجبرها على الرد ولكن بشكل يضعف تلك المنطقة ماديًا ومعنويًا ،
فمنعت القوافل التجارية من الوصول إليها ،
ثم أرسلت قتله متمرسين لاغتيال ابن العمدة ، تمهيدًا لإعادة الاستعمار .
أجبرها على الرد ولكن بشكل يضعف تلك المنطقة ماديًا ومعنويًا ،
فمنعت القوافل التجارية من الوصول إليها ،
ثم أرسلت قتله متمرسين لاغتيال ابن العمدة ، تمهيدًا لإعادة الاستعمار .
ضعفت ثورة تلك البلدة و اسْتُعمر جزء من البلدة
والذي يحتوي على المزارع حتى رأى المشهد الذي رآه العمدة
عندما كان طفلًا وتكرر نفس السؤال من حفيده - طفل ابنه الذي اغتيل - .
والذي يحتوي على المزارع حتى رأى المشهد الذي رآه العمدة
عندما كان طفلًا وتكرر نفس السؤال من حفيده - طفل ابنه الذي اغتيل - .
فقال عمدة البلدة بعد أن رأى العدو يهاجم من كل الجهات : يا بني
لن أبقي لك من
المال ما ترثه ، ولكني سأعطيك الأمل فإنه لا يموت .
محمد علي
الغامدي .
جميلة جداً :)
ردحذفرائعهه جدا..
ردحذف