الاثنين، 24 يونيو 2013

نظرية القرود الخمسة


نظرية القرود الخمسة

قبل فترة ، دُعيت لقراءة موضوع تحت عنوان : نظرية القرود الخمسة ، تقول هذه النظرية أحضرْ خمسة قرود وضعها في قفص ! وعلقْ في منتصف القفص حزمة موز، وضعْ تحتها سلماً بعد مدة قصيرة ستجد أن قرداً ما من المجموعة سيعتلي السلم محاولاً الوصول إلى الموز ، أطلق رشاشاً من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين وأرعبهم ! بعد قليل سيحاول قرد آخر أن يعتلي نفس السلم ليصل إلى الموز ،كرر نفس العملية ، رش على القردة بالماء البارد .
كرر العملية أكثر من مرة ! بعد فترة ستجد أنه ما إن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز حتى تمنعه المجموعة خوفاً من الماء البارد .
الآن أبعد الماء وأخرج قرداً من المجموعة الخمسة خارج القفص ، وضع مكانه قرداً جديداً ( لنسمه تيتا ) لم يعاصر ولم يشاهد رش الماء البارد ، سرعان ما سيذهب تيتا إلى السلم لقطف الموز ، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة من الماء البارد لمنعه وستهاجمه ، بعد أكثر من محاولة سيتعلم تيتا أنه إن حاول قطف الموز فسينال هجوماً شرساً من باقي أفراد المجموعة ، الآن أخرج قرداً آخر ممن عاصروا حوادث رش الماء البارد ( غير القرد تيتا ) وأدخل قرداً جديداً عوضاً عنه ، ستجد أن نفس المشهد السابق سيتكرر من جديد ، القرد الجديد يذهب إلى الموز ، والقردة الباقية تنهال عليه ضرباً لمنعه ، بما فيهم تيتا ، على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء البارد ولا يدري لماذا ضربوه في السابق ، كل ما هنالك أنه تعلم أن لمس الموز يعني ( ضربا وهجوماً ) على يد المجموعة ، لذلك ستجده يشارك ، ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد ( ربما تعويضاً عن حرقة قلبه حين ضربوه هو أيضاً ) ! استمر بتكرار نفس الموضوع ، أخرج قرداً ممن عاصروا حوادث رش الماء البارد وضع قرداً جديداً ، سيتكرر نفس الموضوع ، كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة ! في النهاية ستجد أن القردة ستنهال ضرباً على كل من يجرؤ على الاقتراب من السلم ، لماذا لا أحد يدري !! لكن هذا ما وجدت المجموعة نفسها عليه منذ أن جاءت !

لنأتي لواقع مجتمعنا الحالي ، ستجد الكثير لا يدري لماذا ؟ لكنه يطبّق ما رآه ، حتى لو كان ذلك سيتسبب في أن يحيله عمّا يريد كما في النظرية . مجتمعنا يتوقف دائمًا أمام حواجز وهمية ، رغم أنها غير موجوده ، إلا أنه لا يستطيع تجاوزها ، ولا يعلم ما هي ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ حتّى كوّن هاجسًا من الخوف والرهبة منعته من التقدم ..


لنشر التدوينة

0 التعليقات:

Blogger Template by Clairvo